
كلمة السيد مؤسس منظمة دار الانبار للثقافة
كلمة الاستاذ محمد عبد الرزاق عبد الرحمن السعدي مؤسس منظمة دار الانبار للثقافة
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الغرّ الميامين
أما بعد…
الأنبار، هذه الأرض العريقة التي احتضنت الحضارات منذ فجر التاريخ، كانت وما زالت مهدًا للفكر والثقافة والتواصل الإنساني. من عصور الآشوريين والبابليين إلى العصر الإسلامي الزاهر، شكلت الأنبار جسرًا بين الشرق والغرب، وشهدت على تعاقب الحضارات التي تركت بصماتها العميقة في فنونها، علومها، وتراثها العريق. ولأن التاريخ ليس مجرد صفحات تُقرأ، بل هو حياة تُعاش ويُبنى عليها المستقبل، جاءت فكرة تأسيس دار الأنبار للثقافة لتكون منارة ثقافية تُعيد إحياء الإرث العظيم لهذه المدينة وتدفع به نحو آفاق جديدة من الإبداع والتنوير.
لقد انطلقت هذه الدار من إيمانٍ عميقٍ بأن الثقافة ليست ترفًا، بل هي ضرورة حضارية تعكس هوية المجتمع وتحميه من الذوبان والتشتت. لذلك، عملنا على تأسيس دار الأنبار للثقافة كمؤسسة تُعنى بالفكر والفنون والآداب، وتسعى إلى خلق فضاء يجمع المثقفين والمبدعين من مختلف التخصصات. رؤيتنا تتمثل في إحياء التراث الثقافي للأنبار، والتعريف بإرثها الغني، وإتاحة منصة للحوار والتبادل الفكري الذي يسهم في بناء مجتمع واعٍ بقيمه ومستقبله.
تعمل دار الأنبار للثقافة على تنظيم مجموعة واسعة من الفعاليات الثقافية، بدءًا من الندوات الفكرية التي تسلط الضوء على تاريخ الأنبار وحاضرها، إلى الأمسيات الأدبية التي تستضيف نخبة من الأدباء والشعراء. كما تولي الدار اهتمامًا خاصًا بالفنون البصرية، من خلال تنظيم معارض تشكيلية وفعاليات تعنى بالحرف التراثية التي تعكس الهوية الأنبارية. بالإضافة إلى ذلك، نعمل على إقامة ورش تدريبية في مختلف المجالات الثقافية، إيمانًا منا بدور التعليم في تمكين الأجيال القادمة من فهم تراثهم وبناء مستقبلهم على أسس قوية.
إن تأسيس هذه الدار لم يكن مجرد مشروع ثقافي، بل هو رسالة نؤمن بها ونعمل على تحقيقها بكل شغف وإصرار. نريد لهذه المؤسسة أن تكون مركزًا إشعاعيًا للثقافة العراقية، ونقطة التقاء بين الماضي والحاضر، حيث يمكن للأجيال الجديدة أن تتعرف على إرث أجدادها وتستلهم منه قيم الإبداع والتجديد. كما أننا نسعى إلى مد جسور التعاون مع المؤسسات الثقافية الأخرى داخل العراق وخارجه، لتعزيز التبادل الثقافي والانفتاح على التجارب الإنسانية المختلفة.
ختامًا، إن مشروع دار الأنبار للثقافة هو دعوة لكل المثقفين، الأدباء، الفنانين، والشباب الطموح للانضمام إلينا في هذه الرحلة الثقافية، لنرسم معًا مستقبلًا مشرقًا يعيد للأنبار مكانتها الرائدة في المشهد الثقافي العربي والعالمي. فالثقافة هي روح الأمة، وهي الحصن الذي يحمي هويتها ويدفع بها نحو آفاق أكثر إشراقًا.
مدير ومؤسس دار الأنبار للثقافة