تقع منطقة الدراسة في الجهة الغربية من العراق بين دائرتي عرض 31 و 35 شمالا بين خطي طوي 39 و 44 شرقاً.

     اطلق على هذه المنطقة خلال تأريخها الطويل، تسميات عديدة وشملت اقسام ادارية مختلفة، فقد سميت قديماً بالأنبار يجمع  بها انابير الحنطة والشعير والفت والتين، مما يدلل على الاهمية الاقتصادية لهذه المنطقة، واهمية موقعها على نهر الفرات، وجودة مناخها الصالح لحفظ الاطعمة.

     لم يدخل العراق تحت السيطرة العثمانية مرة واحد وانما دخل القسم الشمال منه (الجزيرة والموصل) بعد انتصار العثمانيين على الفرس في معركة جالديران عام 1514، ثم تأكدت سيطرة العثمانيين على هذه المنطقة مرة أخرى على اثر معركة قرة عين درة (كارنديد) في مايس 1516 التي اسهمت في توسيع دائرة السيطرة العثمانية لتشمل حرن والفرات الاوسط امتداد من سنجار وتلعفر والبادية، ثم تأكدت السيطرة العثمانية مرة اخرى بعد الحملة التي قادها السلطان القانوني (1520-1566) بنفسه حتى عنه وحديثة وهيت.

    اما من حيث التقاسيم الادارية فقد وردت الانبار ضمن تقسيمات المقدسي الادارية بأنها “مدينة تابعة الى كورة سامرا”، وامتازت بسعة تجارتها خلال فترة الصراع بين الامبراطورية الرومانية الفارسية في القرن الاول قبل الميلاد واصبحت مركزا للاتصال والتجارة لكلا الطرفين، كما برزت كمنطقة تجارية ولا سيما خلال فترات السلم وبقيت مركزاً تجارياً حتى بعد الفتح الاسلامي للعراق واستمرت الى زمن السيطرة العثمانية.

    وعلى اثر دخول العراق تحت السيطرة العثمانية خلال النصف الاول من القرن السادس عشر، ثم تقسيمه الى خمس ايالات* هي بغداد، والبصرة، والاحساء، والموصل. ثم قسمت هذه الايالات الى سناجق* عدة، وكانت منطقة عنه هي واحدة من السناجق الخمسة التابعة الى ابالة الموصل.

* الايالة: وتطلق على اكبر وحدة ادارية في الدولة العثمانية ويكون على رأسها حاكم يسمى (بكدبكي) وبالعربية امير الامراء او (الوالي).

وبعد اعادة السلطة المركزية على العراق عام 1831 على اثر مجيء داود باشا الى الحكم اصبح العراق مؤلفا من ولايتيين فقط هما بغداد والموصل، وقد حافظ مدحت باشا بعد توليه ولاية بغداد (1869-1872) على هذا التقسيم الذي اصبحت فيه عنه والرمادي التي بناها سكان عشائر الفرات الاعلى ضمن التشكيل الاداري لسنجق المركز احد السناجق الثلاث لولاية بغداد وظل الامر كذلك حتى بعد تقسيم العراق الى ثلاث ولايات هي بغداد والموصل والبصرة التي تم فصلها عن بغداد وجعلها ولاية مستغلة عام1875.

      في اواخر عهد السلطات عبد الحميد الثاني (1876-1909) اصبحت الرمادي قضاء اطلق عليه تسمية (قضاء الدليم) نسبة الى عشائر الدليم الساكنة فيه، وظل قضاء الدليم وقضاء عنه تابعين لولاية بغداد وكان قضاء الدليم يضم ناحية الفلوجة والمناطق التابعة لها الى هيت التي كانت لها ناحية مستقلة اما قضاء عنه فيضم عنه وحديثة وراوه وجويه والوس وجزء من القائم الحالية.

     طرأت على تسمية المنطقة تغييرات عدة خلال تاريخها المعاصر وفي بداية 1921 بعد تأسيس المملكة العراقية قسم العراق الى عشرة الوية ثم قسم مره اخرى سنة 1924 الى اربعة عشر لواء وكان لواء الدليم احد هذه الاولوية وتألفت من قضائيين هما قضاء الفلوجة ونواحيه هيت والكرمة وقضاء عنه ونواحي حديثة والقائم ثم مركز اللواء وفي عام 1969 تغير اسم اللواء الى محافظة الرمادي بعد صدور قانون المحافظات رقم 59 لسنة 1969 المعدل وفي عام 1970 تغير اسم المحافظة من جديد من محافظة الرمادي الى محافظة الانبار احياء رأسمالها التراثي القديم.

Scroll to Top